الموقف السعودي من فلسطين- الحقائق والتضليل الإعلامي
المؤلف: سلطان السعد القحطاني10.18.2025

في مؤلفه الجديد البارز حول حرب غزة، المعنون بـ«الحرب»، يورد الصحفي الأمريكي المرموق بوب وودورد، ردًا حاسمًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على وزير الخارجية الأمريكي بشأن مسألة السلام مع إسرائيل، حيث قال: «أريد دولة فلسطينية أولاً قبل أي سلام... ولن أخذل شعبي أو العالم الإسلامي أجمع». هذا التصريح ذكره هذا الصحفي المعروف بدقته المهنية الفائقة، وذلك في سياق كتاب اتسم بالحيادية التامة، دون أدنى تدخل من الجانب السعودي. إنها شهادة بالغة الأهمية وذات مصداقية راسخة فيما يتعلق بموقف المملكة العربية السعودية الثابت تجاه القضية الفلسطينية العادلة.
ولكن هل يوجد من يصغي في منطقتنا التي تعج بالتضليل الإعلامي الممنهج، والشعارات الشعبوية الرنانة؟ فبدلًا من ذلك، عمدت السردية اليسارية العربية إلى ترويج ترجمات محرفة ومغلوطة للكتاب؛ بهدف تشويه صورة الموقف السعودي النبيل، وقيادته الرشيدة.
لقد كان الموقف السعودي المشرف، والذي تجسد في شخص ولي العهد الشاب، محور اهتمام واسع النطاق في معظم وسائل الإعلام الأمريكية، وذلك حينما اتهم إسرائيل صراحةً بالقيام بعملية إبادة جماعية مروعة في غزة. كان موقفًا واضحًا وصريحًا لا لبس فيه، صادرًا عن زعيم مؤثر في منطقة حيوية. بيد أن عقلية اليسار العربي الساذجة تسعى دائمًا إلى تهميش وإقصاء المواقف السعودية المبدئية، في معركة ضارية ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى عقود مديدة.
إن أكثر المواقف التي تعرضت للتشويه المتعمد والتزييف المقصود هو الموقف السعودي الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية، وذلك على الرغم من الجهود المضنية التي تبذل علنًا وسرًا، والتي تهدف إلى منح الشعب الفلسطيني الشقيق مستقبلًا زاهرًا ومستحقًا، بعد سنوات طوال من الظلم والجور واليأس. لقد استهلك المغامرون العرب هذه القضية النبيلة مرارًا وتكرارًا، غير آبهين بشعب يستحق الحياة الكريمة، وبعضًا من الأمل المنشود. ونتيجة لذلك، لم تعد لدينا فلسطين واحدة فحسب، بل في كل زاوية من زوايا الوطن العربي توجد فلسطين جديدة، وأزمات متفاقمة، ومنطقة لا تكاد تتعافى من جراحها الغائرة حتى تعاودها الأسقام من جديد. إن هذا التاريخ العربي مؤلم ومفجع، ففي كل عام نشهد أندلسًا جديدة، وغروبًا آخر يلوح في الأفق.
لقد سخر السعوديون نفوذهم الدولي البالغ من أجل خدمة قضايا المنطقة الملحة، والدور السعودي الرائد في مناصرة القضايا الإسلامية والعربية العادلة هو دور مشهود ومعروف منذ عقود طويلة. كان السفير السعودي الأشهر في أمريكا، وعميد السلك الدبلوماسي بأكمله، الأمير بندر بن سلطان، يعمل بجد واجتهاد من أجل القضية الفلسطينية طوال معظم وقته. ويكاد يكون هذا الملف هو الخلاف الوحيد الجوهري مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة. وبسبب هذه القضية المحورية، كادت العلاقات مع القوة العظمى أن تصل إلى طريق مسدود مرات عديدة.
وعلى الرغم من أن القوميين العرب كانوا يهللون ويكبرون لكل موقف مناوئ للقوى غير العربية، فإن عدم تأييدهم الصريح للدور السعودي البارز في مواجهة المشاريع الخارجية المشبوهة في المنطقة كان دليلًا قاطعًا وجديدًا على أن الهدف الحقيقي هو النيل من المملكة العربية السعودية، وليس مواقفها الثابتة على الإطلاق. هذا هو قدر الدول الكبرى دائمًا، فأعداؤها هم مزيج من الجهلاء المتغطرسين والحساد المتربصين.
إن قطار السلام سوف ينطلق قريبًا بقوة وثبات، وسوف يضفي على المنطقة بأسرها لونه الأبيض الناصع، فهو تعبير صادق عن إرادة دولية جادة، ورغبة إقليمية ملحة، في أن تعود المنطقة إلى سابق عهدها الزاهر، كمحطة استقرار وأمان في عالم يموج بالاضطرابات، وعلى الفلسطينيين أن يتمسكوا بهذا القطار، وألا يترجلوا منه أبدًا، كما فعلوا في السابق في عشرات المحافل والعواصم الدولية.
هناك من يود إغراق الفلسطينيين الأبرياء أكثر فأكثر في محيط الظلام الدامس من أجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة ومحدودة، وعلى الضفة الأخرى هنالك فجر جديد مشرق يتوق إلى رؤية منطقة جديدة مزدهرة، لتكون «أوروبا الجديدة» في قلب الشرق، وتمنح شباب المنطقة آمالهم وطموحاتهم التي لم يتمكنوا من تحقيقها طوال عقود مضت.
وبين هاتين الضفتين المتناقضتين، يدور صراع عربي متجدد ومستمر بين قوى الظلام وقوى النور!
ولكن هل يوجد من يصغي في منطقتنا التي تعج بالتضليل الإعلامي الممنهج، والشعارات الشعبوية الرنانة؟ فبدلًا من ذلك، عمدت السردية اليسارية العربية إلى ترويج ترجمات محرفة ومغلوطة للكتاب؛ بهدف تشويه صورة الموقف السعودي النبيل، وقيادته الرشيدة.
لقد كان الموقف السعودي المشرف، والذي تجسد في شخص ولي العهد الشاب، محور اهتمام واسع النطاق في معظم وسائل الإعلام الأمريكية، وذلك حينما اتهم إسرائيل صراحةً بالقيام بعملية إبادة جماعية مروعة في غزة. كان موقفًا واضحًا وصريحًا لا لبس فيه، صادرًا عن زعيم مؤثر في منطقة حيوية. بيد أن عقلية اليسار العربي الساذجة تسعى دائمًا إلى تهميش وإقصاء المواقف السعودية المبدئية، في معركة ضارية ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى عقود مديدة.
إن أكثر المواقف التي تعرضت للتشويه المتعمد والتزييف المقصود هو الموقف السعودي الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية، وذلك على الرغم من الجهود المضنية التي تبذل علنًا وسرًا، والتي تهدف إلى منح الشعب الفلسطيني الشقيق مستقبلًا زاهرًا ومستحقًا، بعد سنوات طوال من الظلم والجور واليأس. لقد استهلك المغامرون العرب هذه القضية النبيلة مرارًا وتكرارًا، غير آبهين بشعب يستحق الحياة الكريمة، وبعضًا من الأمل المنشود. ونتيجة لذلك، لم تعد لدينا فلسطين واحدة فحسب، بل في كل زاوية من زوايا الوطن العربي توجد فلسطين جديدة، وأزمات متفاقمة، ومنطقة لا تكاد تتعافى من جراحها الغائرة حتى تعاودها الأسقام من جديد. إن هذا التاريخ العربي مؤلم ومفجع، ففي كل عام نشهد أندلسًا جديدة، وغروبًا آخر يلوح في الأفق.
لقد سخر السعوديون نفوذهم الدولي البالغ من أجل خدمة قضايا المنطقة الملحة، والدور السعودي الرائد في مناصرة القضايا الإسلامية والعربية العادلة هو دور مشهود ومعروف منذ عقود طويلة. كان السفير السعودي الأشهر في أمريكا، وعميد السلك الدبلوماسي بأكمله، الأمير بندر بن سلطان، يعمل بجد واجتهاد من أجل القضية الفلسطينية طوال معظم وقته. ويكاد يكون هذا الملف هو الخلاف الوحيد الجوهري مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة. وبسبب هذه القضية المحورية، كادت العلاقات مع القوة العظمى أن تصل إلى طريق مسدود مرات عديدة.
وعلى الرغم من أن القوميين العرب كانوا يهللون ويكبرون لكل موقف مناوئ للقوى غير العربية، فإن عدم تأييدهم الصريح للدور السعودي البارز في مواجهة المشاريع الخارجية المشبوهة في المنطقة كان دليلًا قاطعًا وجديدًا على أن الهدف الحقيقي هو النيل من المملكة العربية السعودية، وليس مواقفها الثابتة على الإطلاق. هذا هو قدر الدول الكبرى دائمًا، فأعداؤها هم مزيج من الجهلاء المتغطرسين والحساد المتربصين.
إن قطار السلام سوف ينطلق قريبًا بقوة وثبات، وسوف يضفي على المنطقة بأسرها لونه الأبيض الناصع، فهو تعبير صادق عن إرادة دولية جادة، ورغبة إقليمية ملحة، في أن تعود المنطقة إلى سابق عهدها الزاهر، كمحطة استقرار وأمان في عالم يموج بالاضطرابات، وعلى الفلسطينيين أن يتمسكوا بهذا القطار، وألا يترجلوا منه أبدًا، كما فعلوا في السابق في عشرات المحافل والعواصم الدولية.
هناك من يود إغراق الفلسطينيين الأبرياء أكثر فأكثر في محيط الظلام الدامس من أجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة ومحدودة، وعلى الضفة الأخرى هنالك فجر جديد مشرق يتوق إلى رؤية منطقة جديدة مزدهرة، لتكون «أوروبا الجديدة» في قلب الشرق، وتمنح شباب المنطقة آمالهم وطموحاتهم التي لم يتمكنوا من تحقيقها طوال عقود مضت.
وبين هاتين الضفتين المتناقضتين، يدور صراع عربي متجدد ومستمر بين قوى الظلام وقوى النور!
